random
أخبار ساخنة

كيف تعيش حياتك بشكل صحيح؟ عيشها صح

نعيش مره واحد 

انت تعيش مرة واحدة، ولكن إذا عشتها بشكل صحيح، ستكون هذه المرة الواحدة كافية. وهذا يذكرني بقول المتنبي: "وطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم"، أي ببساطة، كل واحد منا يعيش مرة واحدة في الدنيا. نعم، هناك حياة في الآخرة، ولكن في هذه الدنيا ستعيش مرة واحدة. وبما أنك ميت في كلتا الحالتين، فالأفضل أن تعيش حياتك بشكل صحيح.

كيف تعيش حياتك بشكل صحيح؟

الكلام قد يبدو بديهياً، لكن إذا فكرت في حياتك ستجد أنك تفعل الكثير من الأشياء فقط لأن الناس يفعلونها، وكأنك تسير مع التيار دون تفكير. والمشكلة الحقيقية، يا صديقي، أن معظم الناس يعيشون في هذه الدنيا وكأنهم عميان، غير مدركين لقيمة ما يقومون به. نقدّر أشياء لا تستحق التقدير على الإطلاق، ونهمل أموراً هي التي ينبغي أن نركز عليها حقاً.

راقب نفسك

على سبيل المثال، بنضيع وقتنا على وسائل التواصل الاجتماعي ونهمل علاقتنا بأقرب الناس إلينا، نهمل أجسامنا وصحتنا، ونهمل في تطوير أنفسنا وعلاقتنا بالله. في المقابل، نهتم بأخبار الفنان الفلاني وما فعله في الحفلة، واللاعب الفلاني وما فعله في المباراة. نهتم بالعمل لساعات أطول لجمع مزيد من المال، فقط لننفقه على رحلات للساحل أو لشراء أشياء تضرنا أكثر مما تنفعنا.

والمشكلة، يا صديقي، أن حياتنا الحقيقية في الآخرة تعتمد بشكل كامل على هذه الفترة القصيرة جداً التي نعيشها في الدنيا. إذا قمنا بحسبة اقتصادية بسيطة، وقارنا بين 50 أو 60 أو حتى 100 سنة على الأرض، نخصم منها سنوات الطفولة، التي قد تصل إلى خمس سنوات حيث كنا غير مدركين لأي شيء. 

عمرك الحقيقي

ثم نخصم وقت النوم، والأنشطة اليومية مثل الذهاب إلى الحمام وغيرها، ستجد أن المتبقي لك من الحياة الفعلية حوالي 50 سنة فقط، وهذه السنوات هي التي تحدد مصيرك الأبدي .الـ 50 سنة هذه ستعيش خلالها أحزاناً وأمراضاً وتعباً وضغوطاً وخوفاً وشغلاً، وفي النهاية قد لا تصل حتى إلى ما كنت تحلم به. وحتى لو وصلت، ستترك كل ما حققته وتمضي بعد فترة. في المقابل، حياتك الحقيقية في الآخرة هي حياة أبدية، حيث تعيش إلى الأبد.

وهذا في حد ذاته شيء مفرح جداً، لأنك في الآخرة تعيش بلا قلق من المستقبل، بلا هم، بلا حزن، بلا مرض، ولا لوم أو غيرة أو حقد. كل ما تتمناه سيكون بين يديك فوراً. هذه الحياة المثالية، حيث تتحقق كل رغباتك وتعيش في سلام دائم، تجعل الآخرة الهدف الذي يجب أن نعمل من أجله في حياتنا الدنيا القصيرة.

نعيم الدنيا أو الآخره

رحم الله الشيخ الشعراوي، فقد كان يقول: "نعيم الدنيا إما يتركك أو تتركه أنت"، بمعنى أن ما تملكه في الدنيا قد يكون مصدر هم وقلق، لأنك لا تضمن بقاءه معك، وقد يزول منك في أي لحظة، أو أنك أنت الذي ستتركه بالموت. أما نعيم الآخرة، فلا يزول عنك ولا تزول عنه. 

هذه الكلمات تلخص حقيقة أن الدنيا مؤقتة وغير مضمونة، بينما الآخرة ثابتة وأبدية، مما يجعل السعي إليها أكثر أهمية من التعلق بنعيم الدنيا الزائل ، وهذا في حد ذاته سبب كافٍ للتفكير بعمق. بهذه الحسبة، تجد أنك قد تضحي بحياتك كلها من أجل لا شيء حرفياً، إذ أنك تلهث وراء أمور زائلة وغير مضمونة، بينما تترك ما هو أبدي ومستمر.

فرصة واحدة

 الحياة الدنيا، بكل ما فيها من متاعب وملذات مؤقتة، لا تستحق أن تكون الهدف النهائي، لأنها في النهاية ستزول، أما الآخرة فهي الحقيقة التي تستحق أن نكرس حياتنا من أجلها ، سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام علمنا في الحديث الشريف: "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه".

إذا فكرنا معًا في هذا الحديث، سنكتشف أن الله سيسألنا حرفياً عن كل شيء. لذا يجب أن نضع ذلك في اعتبارنا. وإذا تأملنا جيدًا، سنجد أنها فرصة واحدة وليست مجرد حياة واحدة ، وجملة "عيشها صح" لا تعني أن نفعل كل ما نريد في الدنيا، أو أن نترك أعمالنا ونركز فقط على ما يسعدنا. لا، فهذا ليس المقصود.

الخاتمة

المقصود بعبارة "عيشها صح" هو أن تركز على الأولويات، وعلى الهدف، وعلى رضا الله سبحانه وتعالى. يجب أن تعتني بعلاقتك بوالديك، وبصحتك النفسية والجسدية. كل هذه أمور ترغب في تحسينها في حياتك منذ فترة، ولكنك لم تقم بأي خطوة حتى الآن. لذلك، أعتبر هذا الكلام فرصة أو إشارة لك يا صديقى لتبدأ من الآن ، والى اللقاء في موضوع أخر من تطوير الذات على موقع مدرستنا .

google-playkhamsatmostaqltradent